«13 ألف إصابة».. تحذير أمريكي: وفيات الكوليرا تفوق المعدل الطبيعي في السودان

«13 ألف إصابة».. تحذير أمريكي: وفيات الكوليرا تفوق المعدل الطبيعي في السودان

 

حذرت مساعدة مدير مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) سونالي كوردي، من تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في السودان، لافتة إلى أن "هناك 25 مليون شخص بدؤوا يعانون الجوع، وهناك فظائع تُرتكب كل يوم ويجب أن تتوقف.. والكوليرا هي آخر ما نراه من تطورات هذا الصراع؛ إذ سجلنا 11 ألف حالة، لكن الأعداد الفعلية قد تكون أكبر بكثير".

وأوضحت كوردي أن مستوى الوفيات جراء الكوليرا "يفوق المعدل الطبيعي"، بينما يعاني السودان من انعدام الأمن الغذائي وفق تقرير نشرته قناة الحرة اليوم الأربعاء. وأشارت إلى أن النساء "يتحملن العبء الأكبر" من الصراع، ويتعرضن لـ"انتهاكات مروعة".

ونوهت كوردي إلى أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية للسودان بقيمة 1.6 مليار دولار، في عام 2023؛ ولكن هناك حاجة ملحة لمزيد من التمويل والموارد. 

وقالت: "نحتاج إلى السماح بتنقل عمال الإغاثة للوصول إلى جميع الأشخاص، خاصة الأطفال، لتوفير الغذاء والدواء والمأوى".

وأكدت كوردي أن الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات، تعوق جهود الإغاثة، خاصة في دارفور، بالإضافة إلى العقبات التي يضعها الإنسان مثل البيروقراطية والتأشيرات التي تعرقل دخول فِرَق الإغاثة.

وقالت إن أفضل سبيل لمنع انتشار المرض في السودان يتمثل في توفير مياه نظيفة وبنية تحتية صحية في المخيمات، بالإضافة إلى توفير الطعام والرعاية الصحية والتطعيمات؛ حيث يستمر انتشار المجاعة وتفشي الأمراض في المخيمات المكتظة.

ودعت المسؤولة الأمريكية الجهات الفاعلة في السودان إلى رفع هذه العراقيل فورًا؛ مؤكدة أن غالبية هذه القيود من صنع الإنسان ويمكن إزالتها.

الأمطار تفاقم الأزمة 

وتزامن تفشي الكوليرا مع موسم الأمطار والفيضانات؛ ما زاد من صعوبة السيطرة على انتشار المرض.

ووفقًا لتصريحات ممثل اليونيسف في السودان شيلدون ييت، فإن الوضع الحالي يمثل سباقًا مع الزمن لمنع تفاقم الأمراض المعدية التي قد تنتشر بسرعة نتيجة لهذه الظروف المناخية القاسية.

ومع وجود ما يقدر بنحو 15 مليون شخص في 14 ولاية معرضة لخطر الفيضانات، و3.1 مليون شخص معرضين للإصابة بالكوليرا خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024؛ فإن السودان يواجه أزمة صحية خطيرة.

ويعود انتشار الكوليرا إلى تدهور أوضاع البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، التي زادتها الحرب المستمرة منذ عدة سنوات سوءًا.

انخفاض معدلات التطعيم

ومع انخفاض معدلات التطعيم الوطنية إلى 50% مقارنة بـ85% قبل الحرب، أصبحت الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة الأطفال دون سن الخامسة، عرضة لخطر الإصابة ليس فقط بالكوليرا؛ بل بأمراض وبائية أخرى مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك.

ويقدر أن 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر هذه الأمراض في ظل انخفاض مستويات التحصين.

انعدام الاستقرار الأمني والحرب

وتأتي هذه التحديات وسط انعدام الاستقرار الأمني والحرب التي أدت إلى تدمير أكثر من 70% من المستشفيات في مناطق النزاع.

وقلص هذا التدمير، إلى جانب عدم دفع أجور العاملين في القطاع الصحي لشهور، من قدرة السودان على الاستجابة بفعالية لهذه الأزمات الصحية، كما أن النزاعات أعاقت توصيل الإمدادات الحيوية مثل اللقاحات.

ويتوقع الخبراء أن يستمر السودان في مواجهة مخاطر تفشي الكوليرا والأمراض الوبائية الأخرى ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الأنظمة الصحية والمرافق الأساسية.

إحصائيات وأرقام

وسجلت السلطات الصحية السودانية أكثر من 388 حالة وفاة و13.000 إصابة خلال الشهرين الماضيين. ورُصد المرض في 10 ولايات من أصل 18 ولاية في البلاد، بما في ذلك ولايات: (كسلا، والقضارف، والبحر الأحمر، والشمالية، ونهر النيل). وهي مناطق وصلت إلى مرحلة الخطر وتحتاج تدخلًا عاجلًا.

وتفاقم وباء الكوليرا في السودان بشكل مقلق منذ منتصف عام 2024؛ إذ أعلنت وزارة الصحة الاتحادية رسميًّا عن تفشي المرض في 12 أغسطس 2024 إثر موجة جديدة من الحالات بدأت في 22 يوليو؛ ما أدى إلى تسجيل 8457 حالة و299 وفاة في ثماني ولايات سودانية حتى منتصف سبتمبر.

ويأتي هذا التفشي في وقت حرج؛ حيث يعاني السودان من أزمات متعددة تؤثر بشكل كبير على بنيته التحتية الصحية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية